سرطان الثّدي Breast Cancer هو من أكثر الحالات التي تسبب القلق عند النساء والخوف من المستقبل. يكاد لا يخلو أي مجتمع من مجتمعاتنا من قصة حالة إصابة بسرطان الثدي، في أحد الاقارب، وتكثر المقولات والأفكار التي توصف هذا المرض. ما الذي يجب أن تعرفه النساء عن هذا المرض، وما هو دور الطبيب والممرض والفني أو الفنية الطبية التي يمكن ان تتعامل مع المرضى ومع النساء في المجتمع عموما.
سنركز إن شاء الله في المقالات التالية عن مفهوم سرطان الثدي, التعريف وتعريف تشريح الثدي الطبيعي والتبدلات التي يمكن أن تطرأ عليه بشكل طبيعي أو بشكل مرضي. لننتقل إلى أنواع المرض وأشكاله وعلاجاته المختلفة وطرق الوقاية اللازمة.
نظرة عامّة: سرطان الثّدي هو السّرطان الذي يتشكّل في خلايا الثّدي. وهو السّرطان الأكثر تشخيصاً عند النّساء في الولايات المتحدة بعد سرطان الجلد. وهو ممكن الحدوث عند الرجال والنّساء إلا أنه أكثر شيوعاً عند النّساء.
تشريح الثّدي:
يكون الثدي عادة على شكل الدمعة الساقطة. يتدلى نسيج الثدي من عظم الترقوة تمتد للأسفل على الأضلاع العلوية. كما يمتد من عظم القص في منتصف الصدر إلى الإبط في الناحية الخلفية.
توجد حافة من النسيج الدهني أسفل الثدي وهي حافة طبيعية تمامًا، حيث أن الإنسان بالحقيقة يسير منتصب القامة مما يؤدي إلى أن ينطوي الثدي على بعضه.
يتكون الثدي Breast من غدد مفرزة للحليب، وهي غدد عرقية معدلة، ولُفافة سطحية تتغطى بالجلد عند المنطقة الصدرية على كل جانب من جدار الصدر. وتتكون هذه الغدد في الثدي من مجموعة أكياس مفرزة ترافقها سلسلة من القنوات تندمج مع بعضها لتشكل القنوات الحليبية، والتي تنفتح بشكل مستقل عند حلمة الثدي nipple. تحاط حلمة الثدي بمنطقة داكنة من الجلد تدعى هالة areolaالثدي. ويختلف حجم الهالة وشكلها من امرأة إلى أخرى، كما يختلف لونها حسب لون البشرة. تصبح الهالة أكثر قتامة بعد الحمل الأول عند معظم النساء. توجد بصيلات شعر حول الحلمة، لذلك يوجد لدى معظم النساء بعض الشعر على الحلمة.
قد تلاحظ أيضا نتوءات صغيرة حول الهالة تجعلها تبدو مثل جلد الإوزة. وهذه هي الغدد الصغيرة المعروفة باسم غدد مونتغمري Montgomery’s، تقع تحت الهالة مباشرة وتساعد في توفير التزليق أثناء الرضاعة الفموية.
قد تكون الحلمات “خجولة” أحيانا، وتتراجع إلى وضعها الطبيعي عندما يتم تحفيزها وتصبح بشكل مقلوب مؤقتًا. لا يستدعي هذا الأمر القلق؛ لأنه لا يملك تأثير على إمدادات الحليب أو على الرضاعة الفموية أو على المتعة الجنسية أو أي شيء آخر.
تحيط بالقنوات المفرزة للحليب وبالكيسات لُحمة نسيجية ضامة متطورة تتغير لتصبح كثيفة على شكل رباط يدعم الثدي يدعى الرباط الثديي العلوي. يؤدي سرطان الثدي إلى الشد على هذا الرباط مؤديا إلى شد الجلد.
تكون المكونات الرئيسية للثدي عند غير المرضعات من الشحوم، بينما تكون النسج المفرزة هي الجزء الأكثر عند المرضعات. يوجد طبقة من الأنسجة الضامة الرخوة تحت اللفافة العميقة للثدي تسمح بحرية الحركة تحت هذه التراكيب.
من المهم سريريا أن نتذكر عند فحص الثدي أن القسم العلوي الوحشي قد يمتد عند الحافة الوحشية للعضلة الصدروية الكبيرة ويعطي الذيل الإبطي للثدي axillary tail. ينزح 75% من لمف الثدي إلى المنطقة الإبطية.
ساهم الدعم الكبير للتوعية حول سرطان الثّدي وتمويل البحوث في تطوير طرق تشخيص وعلاج سرطان الثّدي. ازداد معدل النجاة من سرطان الثّدي، وتناقص عدد الوفيات المترافقة معه بشكل طردي، ويُعزى ذلك بشكل كبير إلى عدد من العوامل مثل الكشف المبكر والمقاربة المخصّصة الجديدة في العلاج والفهم الأفضل لهذا المرض.
الأنماط
السّرطان الوعائي Angio-sarcoma.
سرطان قنوي موضعي Ductal carcinoma in situ (DCIS).
سرطان الثّدي الالتهابيّ Inflammatory breast cancer.
سرطان الفصوص الغازيّ Invasive lobular carcinoma.
سرطان الثّدي الذكريّ (عند الذكور) Male breast cancer
داء باجيت Paget في الثّدي.
سرطان الثّدي المعاود (النّاكس) Recurrent breast cancer.
الأعراض
من أجل معرفة التغيرات التي يمكن أن تطرأ على الثدي الطبيعي، لابد من معرفة بعض الأمور الأساسية التي يؤدي تغيرها إلى الشك بوجود مشكلات في الثدي تحتاج مزيداً من الاستقصاء. وهو ما ذكرناه في أعلى المقالة بشكل مختصر.
تغيّرات الحلمة:
قد تتضمن علامات وأعراض سرطان الثّدي:
كتلة أو سماكة في الثّدي والتي تبدو مختلفة عن النسج المحيطة من خلال الجس. | |
تغيّر في قياس أو شكل أومظهر الثّدي. | |
تغيّر الجلد فوق الثّدي كالتنقير (التّرصّع). | |
غؤور حلمة جديد. مغاير للوضع الذي تم ذكره سابقاً والذي يكون عند بعض النساء ويسمى عادة الحلمة الخجولة. | |
تقشر أو تفتت جلد الهالة المنطقة المتصبغة من الجلد المحيط بالحلمة، أو جلد الثّدي. أوتحبّب الجلد فوق الثّدي كقشرة البرتقال. | |
احمرار الجلد في منطقة الحلمة أو حولها، أو ظهور اندفاعات غير طبيعية. | |
نز غير طبيعي سوائل من الثدي، مع خروج للسوائل دون القيام بعصرها. | |
وجود تورم في منطقة الإبط على شكل عقد، أو حول الترقوة العظم الموجود في أعلى الصدر بشكل أفقي (عظم الياقة). |
الوقت الذي يتوجب على المريضة مراجعة الطبيب فيه
إذا وجدتِ كتلة أو أي تغيّر آخر في الثدي _ حتى لو كانت آخر صورة شعاعية للثّدي طبيعيّة _ يصبح من اللازم طلب مراجعة الطّبيب من أجل تقييم عاجل.
الأسباب
يحصل سرطان الثّدي عندما تبدأ بعض خلايا الثّدي بالنّمو بشكل غير طبيعيّ، حيث تنقسم هذه الخلايا بسرعة أكبر من سرعة انقسام الخلايا السّليمة وتستمرّ بالتّراكم، مشكّلة كتلة. قد تنتقل الخلايا من الثّدي إلى العقد اللّمفيّة أو إلى أجزاء أخرى من الجسم.
غالباً ما يبدأ سرطان الثّدي في خلايا القنوات المنتجة للحليب (سرطانة قنويّة غازيّة). ويمكن أن يبدأ في النّسيج الغدّي والذي يدعى الفصيصات (سرطانة فصيصيّة غازية) أو في خلايا أو أنسجة أخرى موجودة ضمن الثّدي.
حدد الباحثون عوامل هرمونيّة وبيئيّة وعوامل مرتبطة بنمط الحياة يمكن أن تزيد خطر الإصابة بسرطان الثّدي. لكن ما يزال سبب تطوّر المرض عند بعض الأشخاص الذين ليس لديهم عوامل خطر وعدم تطوره عند آخرين لديهم عوامل الخطر غامضاً حتى الآن. من المرجّح أن سرطان الثّدي ينتج عن تفاعلات معقّدة بين التركيب الوراثيّ والبيئة.
سرطان الثّدي الموروث:
يقدّر الأطباء أن حوالي 5-10% من حالات سرطان الثّدي تعود للتغيرات الوراثيّة التي تحصل عبر أجيال العائلة.
حدّد العلماء عدداَ من المورثات (الجينات) المتحوّلة وراثياَّ يمكن لها أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثّدي. أشيع هذه المورثات -مورثة سرطان الثّدي1 (BRCA1) -ومورثة سرطان الثّدي2 (BRCA2) – يزيد كل منهما خطر الإصابة بسرطان الثّدي وسرطان المبيض بشكل كبير.
قد يوصي الطبيب بإجراء اختبار دم لكشف طفرات معينة في مورثات (BRCA) أو أية مورثات أخرى تنتقل وراثيّاً في حال كان لدى المريضة قصّة عائليّة قويّة لسرطان الثّدي أو أية سرطانات أخرى.
يُنصح بأن تطلب المريضة من الطبيب إحالتها إلى مستشار وراثة والذي يمكنه أن يراجع التاريخ الصحي للعائلة (القصة المرضية العائليّة). ويمكن لمستشار الوراثة أن يناقش مع المريضة أيضاً ميّزات ومخاطر ومحدّدات الاختبارات الوراثيّة ليساعدها بالمشاركة باتخاذ القرار.
عوامل الخطورة Risk Factors:
يُعرَّف عامل خطر سرطان الثّدي بأنه كل ما يمكن أن يزيد احتماليّة الإصابة بسرطان الثّدي. ولا يشترط بالضّرورة وجود عامل أو أكثر من عوامل الخطورة كي يتطوّر المرض. لا تملك العديد من النّساء ممن تطوّر لديهنّ المرض عوامل خطورة معروفة عدا كونهن نساء ببساطة.
تتضمن العوامل المرتبطة بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثّدي ما يلي:
النّساء (الأنثى): من المرجح أن سرطان الثّدي يتطور لدى النّساء أكثر من الرّجال.
تقدّم العمر: يزداد خطر الإصابة بسرطان الثّدي مع التّقدّم في السّنّ.
وجود قصّة شخصيّة لمشاكل صحيّة بالثّدي: يزداد عندها خطر الإصابة بسرطان الثّدي.
إذا كانت النتيجة بعد إجراء خزعة من الثّدي وجود سرطانة فصية موضعية (LCIS) أو فرط تنسج غير نموذجي في الثّدي.
وجود قصّة شخصيّة لسرطان الثّدي: في حال وجود سرطان الثّدي في أحد الثّديين، يزداد خطر تطوّر السّرطان في الثّدي الآخر.
وجود قصّة عائليّة لسرطان الثّدي: في حال شُخِّص سرطان الثّدي عند الأم أو الأخت أو الابنة، خاصة في سن الشباب. مع ذلك، معظم السيدات اللواتي شُخص لديهن سرطان الثّدي لا يملكن قصّة عائليّة عن المرض.
وجود جينات موروثة تزيد من خطر السّرطان: يمكن لطفرات جينية محددة والتي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثّدي أن تنتقل من الآباء إلى الأبناء. تُعزى الطّفرات الجينية المعروفة إلى (BRCA1) و(BRCA2). يمكن لهذه الجينات أن تزيد خطر الإصابة بسرطان الثّدي وسرطانات أخرى، لكنها لا تجعل السّرطان أمر حتمي.
التعرض للإشعاع: في حال التعرض لمعالجة شعاعية للصدر سواء في مرحلة الطفولة أو في سن الشباب المبكر.
البدانة: تزيد البدانة خطر الإصابة بسرطان الثّدي.
بدء الدورة الشهرية في سن مبكرة: يزيد بدء الدورة الشهرية قبل سن 12 من خطر الإصابة بسرطان الثّدي.
تأخر سنّ اليأس: في حال تأخّر سنّ اليأس يزداد التأهّب لتطوّر سرطان الثّدي بشكل أكبر.
إذا كان الطّفل الأوّل في عمر متقدم: قد يزداد خطر الإصابة بسرطان الثّدي عند النّساء اللواتي أنجبن الطفل الأول بعد سن 30.
المرأة التي لم تحمل أبداً. يكون خطر الإصابة عند النساء اللواتي لم تحملن أبداً أكبر من خطر الإصابة عند النساء اللواتي كان عندهن حمل أو أحمال سابقة.
المعالجة الهرمونيّة بعد سنّ الضهي: يزداد خطر الإصابة بسرطان الثّدي عند النّساء اللواتي تتناولن أدوية المعالجة الهرمونية التي تحوي الإستروجين والبروجسترون لتخفيف العلامات والأعراض النّاتجة عن سنّ الإياس.
في حين ينخفض خطر الإصابة بسرطان الثّدي عند التوقف عن تناول مثل هذه الأدوية.
تناول الكحول: يزيد تناول الكحول من خطر الإصابة بسرطان الثّدي.
الله يجازيك الخير دكتور
كفيت ووفيت