تعتبر الدراسة الجامعية والدراسة الأكاديمية خاصة في ظل الطرق التدريسية المتبعة في عالمنا العربي، نقلة كبيرة للطلاب من مرحلة تعليم أساسية وإعدادية ثانوية إلى مرحلة أخرى تكون هي النواة الأساسية للعمل والنجاح الذي سيعيشه من يدرسها. يعاني الطلاب عند الانتقال من الدراسة الثانوية إلى الدراسة الجامعية لفترة من الوقت بسبب بعض التغييرات في طريقة الدراسة وطريقة الحياة الدراسية. تشمل التغيرات طرق تنظيم المواضيع وتوصيلها للطلاب، وحمل القراءة الزائد على الطلاب في الدراسة، وفي كون الأبحاث أكثر تعقيدات ووجود متطلبات أكثر من الدراسة الثانوية.
ومن أكبر التحديات التي تواجهنا عادة هي كيفية القيام بهذا الانتقال من الدراسة الثانوية إلى الدراسة الجامعية بكل سهولة وسلاسة، مع التركيز على حس المسؤولية الذاتي للطالب، وهذا يعني مساعدة الطالب على تفكيك المفاهيم والعمليات إلى أجزاء صغيرة يمكن فهمها أكثر من أجل تمييزها ووضعها قيد التنفيذ والإنجاز.
تتغير مع هذا الانتقال طبيعة البيئة حول الطلاب وتتغير طريقة الدراسة ويتغير المجتمع ويتغير الطلاب الذين سيرافقوننا مشوار الطريق الجامعي. كل هذا يكون في مرحلة حياتية للشاب والفتاة تكون مهمة وسوف تعبر عن نضج الطالب والطالبة كإنسان وتساهم في تشكيل شخصيتهم في المستقبل، وفي صياغة الأهداف الخاصة بكل واحد منهم، لتجعل منه إنسانًا فاعلًا في المجتمع يبدع وينجز في التخصص أو النشاط الذي اختاره لنفسه أو كان مُلزماً على اختياره حسب مفاضلات الدراسة التي يعبر من خلالها إلى التعليم الجامعي، ولابد أن نعرِض بعض الفروق بين هاتين المرحلتين.
الفروق بين المرحلة الجامعية والمرحلة الثانوية
أولا: الحضور (دوام الطالب) Attendance :
في المدارس الثانوية…يكون:
- الحضور إلزامياً ، وعند الغياب يلزم إعلام الوالدين (أو الوصي).
- يطالب التلاميذ خلال ساعات الدراسة بالبقاء في المدرسة.
في الجامعة :
- لا يتم تسجيل الحضور في المحاضرات النظرية في معظم الوقت، ولكن يكون التسجيل في البرامج العملية.
- يعد الحضور والمشاركة النشطة في هذه الأنشطة مؤشراً قوياً لنجاح الطلاب.
- يكون الطلاب أحراراً في القدوم والذهاب من الحرم الجامعي في أي وقت.
ثانيا: الصفوف الدراسية:
تكون الصفوف الدراسية في المدارس الثانوية:
- صغيرة وتحتوي عادة أقل من 30 طالب فقط، ويكون اتجاه الطلاب كلهم باتجاه المدرس الذي يلقي الدرس.
- يكون الجدول الخاص بالتدريس محددا بشكل مسبق من إدارة المدرسة.
تكون الصفوف الدراسية في الجامعات والمعاهد:
- كبيرة ويمكن أن تتسع لأكثر من 200 طالب وطالبة.
- تكون الدروس بأكثر من شكل وطابع فقد تكون محاضرات نظرية وقد تكون دروس عملية ودروس في المختبرات.
- يختلف عدد ساعات الدراسة من فصل إلى فصل حسب عدد ونوع المواد المُدَرّسة.
ثالثاً: تنظيم الوقت Time management:
يكون في المدرسة الثانوية …
- برنامج الدروس مُرَتب جزئيا ومُعَد من أجل التلاميذ.
يكون في الجامعة …
- الطالب وحده المسؤول عن تنظيم وإدارة برنامج الدراسة الخاص به.
يختلف نظام النجاح والرسوب عادة من جامعة إلى جامعة ومن أكاديمية إلى أكاديمية آخرى ومن معهد إلى معهد آخر. وكل جامعة أو أكاديمية أو معهد يتبنى نظاماً خاصاً به للتقييم يسمح له بمتابعة تطور الطلاب والطالبات من الناحية العلمية والأكاديمية والبحثية. ويوجد بعض الأمور التي يلاحظها الطالب عادة وهي:
- يتم تحديد درجات المادة عادة بعدد أقل من الاختبارات والتقييمات.
- تحتاج الدراسة الجامعية والأكاديمية إلى جهود أكبر من أجل الحصول على درجات النجاح.
- لكل مادة من المواد مجموعة من المهام البحثية التي تتطلب الدراسة بشكل ذاتي ومراجعة المراجع العلمية ومواقع الأبحاث بشكل ذاتي، مع التوجيه من مدرس المادة عادة.
- يتطلب من كل طالب مهارات خاصة في كتابة البحث العلمي وفي استخدام المكتبة الإلكترونية والورقية.
- تعتمد كل جامعة على نمط معين من الامتحانات لتقييم الطلاب وطريقة الأسئلة، وتميل معظم الجامعات حاليا لاعتماد النمط متعدد الخيارات.
- تكون العلاقة بين الطلاب والأساتذة عادة ذات طبيعة تفاعلية أقل، مما يعني أن الوضع الأكاديمي للطالب لا يكون مراقباً بشكل حثيث من قبل المدرسين، ويجب على الطالب أن يبذل جهداً ذاتياً أكبر لمتابعة أموره حتى النجاح.
رابعاً: مواد الدراسة Subjects:
تكون المواد في المدرسة الثانوية …
- محتوى المادة التي يتم تدريسها ضمن كتاب منظم فيه كل المناهج بشكل مركز.
- يقوم المعلمون بتقديم أكثر المعلومات والأفكار الهامة.
- محدودية في اختيار المواد والمواضيع.
تكون المواد في الجامعة …
- المحتوى أكثر ديناميكية ويذهب خارج الكتاب المدرسي المخصص.
- هناك إمكانية واسعة لاختيار المواد من خارج دوراتك الأساسية.
- مسؤولية الطالب أكبر في استخراج المعلومات الرئيسية والأفكار بنفسه.
خامساً: بيئة التعلم Learning Environment
في المدرسة الثانوية …
- يقوم المعلمون بتقديم معلومات مفصلة حول الواجبات المنزلية والمتوقعة من أنشطة التعلم الصفية. وأوقات وتواريخ الاستحقاق للتقييم.
- يكون معظ وقت التعلم عن طريق الدروس.
- تتم مراقبة تقدم الطالب من قبل المعلمين ويتم إضفاء الطابع الرسمي على هذه المراقبة في النهاية بإعطاء تقارير إلى الآباء في نهاية الفصل الدراسي.
في الجامعة …
- يستغرق وقت التدريس الرسمي مثل المحاضرات والعملي والعمل في المختبر وقتاً أقل من وقت التعلم الخاص في المنزل.
- لا توجد تقارير رسمية في نهاية الفصول الدراسية أو تقارير للوالدين.
- من المتوقع أن تعرف المواعيد النهائية للدراسة.
- يتم التعامل مع الطالب كشخص بالغ بشكل كامل، ويكون مسؤولاً عن التعلم الخاصة به والتقدم الذي يحققه في الدراسة.
- يفترض في الطالب أن يضع لنفسه خطة دراسة ذاتية التوجيه. وتكون النسبة الجيدة هي 1: 3 يعني كل ساعة زمنية من المحاضرات يلزمها القيام بثلاث ساعات من الدراسة الذاتية.
سادساً: المسؤوليات Responsibilities
في المدرسة الثانوية …
- تكون الحرية أقل ويجب على الطالب الحضور للحصص الدرسية.
- تكون إدارة المدرسة هي المسؤولة عن تدقيق الحضور الخاص بالطالب.
في الجامعة …
- لا يلاحق الأساتذة المحاضرين الطلاب عادة على عدم الحضور.
- يوجد مزيد من الخيارات: يمكن تخطي صف دراسي.
- المسؤولية على عاتق الطالب. (ملاحظة: يمكن أن يكون الحضور أمراً قابلاً للتقييم من بعض البرامج).
سابعاً: التواصل مع المدرسين Contact:
في المدرسة الثانوية …
- يعرف أعضاء هيئة التدريس اسم كل طالب.
- يكون أعضاء هيئة التدريس متاحين في أي وقت لمناقشة تقدم الطالب، مع الطالب نفسه أو مع الآباء.
في الجامعة …
- لا تكون هيئة التدريس متاحة بسهولة، لذلك سوف يحتاج الطالب إلى طلب المشاورات مع الأساتذة.
- لا تكون هيئة التدريس أو الإدارة ملزمة بالكشف عن المعلومات الخاصة بالطالب للعائلة.